أستاذ بطب عين شمس: الأشعة التداخلية تعالج أورام الرحم والعظام بدون جراحة
أكد الدكتور جمال نيازى أستاذ الأشعة التداخلية بطب عين شمس، خلال المؤتمر الدولى للأشعة التداخلية، المنعقد حاليا بالقاهرة، أنه يمكن استخدام الكى بالتردد الحرارى الموجة بالأشعة المقطعية للقضاء على بعض أورام العظام الحميدة، والتى كان العلاج التقليدى لها هو الاستئصال الجراحى.
وأوضح أنه من أشهر هذه الأورام الورم العظمى “الحميد استيويد استوما”، والذى غالبا ما يصيب الأطفال والشباب ويتسبب فى آلام شديدة فى الأطراف المصابة خاصة أثناء الليل.
وقال نيازى: إن السنوات الأخيرة شهدت طفرة كبيرة فى استخدام الكى بالتردد الحرارى لعلاج هذا الورم نهائيا، مشيرا إلى أن هذا الورم يعتبر من أشهر أورام العظام الحميدة، التى تصيب الشباب، والأطفال موضحا أن الكى بالتردد الحرارى يستخدم بكثافة أيضا فى علاج أورام الكبد السرطانية الناتجة عن تليف الكبد، نتيجة الاصابة بفيروس سى، كما يعالج أيضا بعض أورام الرئة الأولية، وكثير من الأورام السرطانية الثانوية بالكبد والرئة.
وأوضح أن عمليات الكى بالتردد الحرارى يجب أن تتم فى غرفة عمليات مجهزة بأحدث الأشعة التداخلية، وأهمها جهاز الموجات الصوتية، وجهاز الأشعة المقطعية، وكلما كان المكان مجهزا بأحدث الأجهزة كلما كانت نسب نجاح العملية مرتفعة ونسب المضاعفات أقل.
وأشار إلى أن الأشعة التداخلية أصبحت تعلب دورا هاما فى علاج الكثير من الأمراض مثل أورام الرحم الليفية لدى السيدات دون الحاجة إلى استئصال الرحم، حيث تتم العملية من خلال فتحة صغيرة من شريان الفخذ، ويقوم طبيب الأشعة التداخلية بحقن حبيبات دقيقة لغلق شريان الرحم المغذى للأورام الليفية، مما يؤدى إلى ضمور هذه الأورام والشفاء من أعراضها دون الحاجة إلى تعرض المريضة لفتح جراحي، وما قد ينتج عنه من مضاعفات أشهرها خطورة استئصال الرحم.
وأضاف كما أصبحت الأشعة التداخلية تلعب دورا هاما فى علاج تضخم البروستاتا الحميد لدى الرجال دون الحاجة إلى إجراء استئصال أو شق للبروستاتا جراحيا، وتعتمد هذه التقنية أيضا على غلق الشريان المغذى للبروستاتا بواسطة حبيبات دقيقة يقوم بحقنها طبيب الأشعة التداخلية.
وأكد الدكتور محمد شاكر أستاذ الأشعة التداخلية بطب عين شمس، خلال المؤتمر، أنه يمكن علاج تضخم البروستاتا بالأشعة التداخلية بدون جراحة.
وقال: يعتبر تضخم البروستاتا الحميد مرض شائع جدا، حيث يصيب حوالى 50 % من الرجال فوق سن الــ50 ويؤدى إلى مشاكل متعلقة بعملية التبول حيث تقع غدة البروستاتا أسفل المثانة البولية مباشرة محيطة بعنق المثانة، وبداية قناة مجرى البول، ولذلك يسبب تضخم البروستاتا ضعف تدفق البول وتكرار دخول دورة المياه على مدار اليوم، والاستيقاظ ليلا لتفريغ المثانة، وقد يسبب فى بعض الحالات المتقدمة احتباس بولى حاد حيث يحتاج المريض لتركيب المثانة كما قد يؤدى هذا الاحتباس البولى إلى الضغط على الحالبين، وحوض الكلى مما قد يؤثر على وظائف الكلى.
وأضاف شاكر أن العلاج التقليدى هو التدخل الجراحى لاستئصال الجزء المتضخم، أما العلاج الحديث فهو من خلال الأشعة التداخلية، حيث نقوم بعلاج هذه الحالات بدون تخدير، وبدون جراحة من خلال فتحة صغيرة لا تتعدى 2 ملى أعلى الفخذ الأيمن ونقوم بإدخال قسطرة شريانية رفيعة من هذه الفتحة للوصول إلى شرايين البروستاتا، ويتم حقن حبيبات طبية صغيرة جدا لغلق التفرعات المغذية للتضخم الحميد، وبقطع الدم عن هذا الجزء التضخم يضمر ويقل فى الحجم مما يقلل الضغط على عنق المثانة وقناة مجرى البول، ويؤدى إلى اختفاء الأعراض المرضية التى يعانى منها المريض، وذلك دون أى تأثير على وظيفة غدة البروستاتا، أو القدرة الجنسية للمريض.
وأشار إلى أن المريض يستطيع بعد العلاج بالأشعة التداخلية العودة إلى منزله فى نفس اليوم، ودون الحاجة إلى تركيب قسطرة بولية بعد العلاج، ويشعر المريض بالتحسن خلال أسبوع إلى أسبوعين بعد العلاج، وتبلغ نسبة النجاح بهذه التقنية أكثر من 90 % وهى آمنة جدا مقارنة بالتدخل الجراحى وتستخدم هذه التقنية فى المرضى الذين يفشل معهم العلاج الدوائى فى التخلص من الأعراض.
لقراءة المزيد: